18‏/07‏/2009

و كم ذا بمصر !!!

سنة خامسة ..

تأتي إليناحاملاً كيسك فوق الظهر

حافي القدمين وعلى وجهك أحزان السماوات

وأوجاع الحسين

سنلاقيك على كل المطارات ..

بباقات الزهور

وسنحسو نخب تشريفك أنهار الخمور

سنغنيك أغانينا ..

ونلقي أكذب الأشعار ما بين يديك

وستعتاد علينا ..

مثلما اعتدنا عليك ..

نحن ندعوك لتصطاف لدينا ..

مثل كل السائحين

وسنعطيك جناحاً ملكياً

لك جهزناه من خمس سنين

سوف تستمتع بالليل ..

وأضواء النيون وبرقص الجيرك ..

والجاز ..

وأفلام الشذوذ ..

فهنا ..

لا نعرف الحزن ولا من يحزنون

سوف تلقى في بلادي ما يسرك :

شققاً مفروشة للعاشقين

وكؤوساً نضبت للشاربين

وحريماً لأمير المؤمنين ..

فلماذا أنت مكسور الجناح ؟

أيها الزائر ذو الوجه الحزين

ولدينا الماء ..

والخضرة ..

والبيض الملاح

ونوادي الليل تبقى عندنا مفتوحة حتى الصباح ..

فلماذا تتردد ؟

سوف ننسيك فلسطين ..

ونستأصل من عينيك أشجار الدموع

وسنلغي سورة ( الرحمن ) .. و( الفتح )..

ونغتال يسوع ..

وسنعطيك جوازاً عربياً

شطبت منه عبارات الرجوع …

سنة خامسة ..

سادسة ..

عاشرة ..

ما تهم السنوات ؟

إن كل المدن الكبرى

من النيل إلى نهر الفرات

ما لها ذاكرة أو ذكريات

كل من سافر في التيه نسيناه ..

ومن قد مات مات ..

ما تهم السنوات ؟

نحن أعددنا المناديل ،

وهيأنا الأكليل

وألفنا جميع الكلمات

ونحتنا قبل أسبوع رخام الشاهدات

أيها الشرق الذي يأكل أوراق البلاغات ..

ويمشي كخروف خلف كل اللافتات

أيها الشرق الذي يكتب أسماء ضحاياه ..

على وجه المرايا …

وبطون الراقصات ..

ما تهم السنوات ؟

ما تهم السنوات ؟

نزار قباني

*****

وطن لم يعد يصلح وجه المهرج الذي يرتديه في إضحاك الأطفال

يذكرني حالنا دائما بنكتة الرجل الذي ذهب للعرافة ليسألها عن طالعنا
فقالت له : هتحتلكم الدول 100 سنة
فسألها بلهفة : و بعدين
قالت له بهدوء " هتاخدوا على كده "
أتمنى يكون كده بس