أحد مسلسلين تابعتهم حتى النهاية بدأب أحسد عليه
و ذلك لسببين الأول إعجابي المطرد بيحيى الفخراني كواحد من أهم الممثلين المتواجدين في الساحة فنا ً و الثاني لاستمتاعي بهوايتي المحببة في تتبع أعمال يوسف معاطي و ملاحظة تطوره و تعثره الإبداعي من عمل لآخر
قبل معرفتي بحمادة عزو سمعت خبر أن الحكومة أو ما تسمى بذلك اسما ً أو فعلا ً متمثلة في وزارة الاستثمار ستفتح باب التقدم للحصول على ترخيص بناء مصنع للأسمنت و يُقال أن الأمر سيمتد للحديد فكان ردي بلا تفكير أخشى ما أخشاه أن يكون لدينا عشرة مصانع للحديد فتكون الاسماء حديد عز و حديد عزو و عزكو للحديد و ... إلخ
فلما سمعت اسم حماد عزو ابتسمت جدا ً كما يليق بابتسامة تشفي ظانا ً أن جو - كما يسمى يوسف معاطي - سيتحفني بمسلسل لاذع و قد كان و لكن بشكل آخر و نسق مختلف
علاقتي بيوسف معاطي ممتدة كقارئ نهم في البداية ثم كمتعلم يشق طريقه في الكتابة الساخرة - آن ذاك - و أستاذ يراه مثله الأعلى
ربما كان لقائي الأول به عبر كتبه في بدايات عام 2000 في بعض المقالات ثم بعض الكتب لعل أقربها لي " آه يا دماغي " إلى سلسلة أفلام و مسرحيات بالتعاون مع البوابة الرئيسية لظهور أفلام جو إلى النور عادل إمام و أخيرا ًمسلسلات كأنه فهن لأنه لن تسقط من قعر القفة
لم يتغير رأيي في يوسف معاطي كثيرا ً كمبدع في الأدب الساخر لم أجد من يضاهيه إلا عزيز نسين و أناتول فرانس
و كذلك أعجبني كأحد صناع ما تشبعنا به الشاشات من مؤثرات ليل نهار حينما شاهدت أول أعماله كونت عنه رأي لم يتغير أيضا ًيوسف قناص جيد للفكرة و راسم متألق لمعادل موضوعي - متميز و تجاري - لما يريد أن يقول تعلم كيف يجتاز الخطوط الحمراء بخبرة جيدة
لكن العجيب أن كاتب بمثل هذا الحجم يُبقي على ما عليه من مآخذ طوال مسيرته فبطول أعماله كلما طال العمل كلما أفلتت خيوط اللعبة من يديه دائما ً ما تخونه الحبكة فيبقى منتصف العمل كالرقعة في الثوب الأبيض إلى أن يتم بحمد الله
خاصة و هو لا يتكئ على صراع طولي في معظم أعماله و يكتفي بإخراج بعض الخدع و المفاجآت من جعبته بين الحين و الآخر فتظل شخصياته مهزوزة لا ينقذها من التماهي إلا تفوق ممثلين أو ذكاء مخرج و يبقى النص مفتوح قابل للزيادة و قابل للإنهاء في أي وقت
كما قال أحدهم تعليقا ً على الحلقة الأخيرة من " يتربى في عزو " ردا ً على تساؤل آخر عن النهاية المفاجئة لكل تلك المشاكل التي جعلها مستعصية " هو قال يقفل هنا فقفل عشان يبقوا 30 حلقة "حمادة عزو آخر سلسلة طويلة تتشابه كلها في الأخطاء
فالبداية جيدة لشخصية مستهترة رسمت بشكل مقبول خاصة في ظل وجود شخصية الأم المدعمة لها و بدأت أبحث عن الصراع و عن ماهية وجود الشخصيات المتتابعة شخص مستهتر أم حنانها قاتل أبناء متباعدون و أسر نتجت عنه و تشتت و عائلة تعيش على ماضيها
ثم يبدأ الأخ حمادة في تلقي الصفعات تباعا ًسواء متباعدة كانت أو متواترة أو مجمعة و كذلك ينال الآخرون من الصفعات جانب
ككاتب ذكي فنيا ً و تجاريا ًبدأ قصته من نقطة محورية و عرف في أول نصف ساعة بالكم الأكبر من شخصياته و رسم شخصية حمادة رسما ً مبدئيا ً موحيا ً بما سنراه في الآتي من القصة ثم حرص على إخراج ما لذ و طاب من المشوقات بين الحين و الآخر و ظل إلى النهاية متحفزا ً بجعبته الملآنة لأي تطور يحدث
و لكن لماذا عاش حمادة عزو 30 حلقة - ككل أبطال جو - ليتهدي للحل في ثوان معدودة ؟؟؟
في ثوان ٍ تزوج نوال الشخصية الأبعد له و أصبح غنيا ً و يحاول الالتزام و و و و
امممممممممممممممممممم
حتى لا أكون متجنيا ً على يوسف ففي تلك المرة بحث عن سبب وجيه يسوقه لنا فألهمه عقله ان يُميت ماما نونا و قد كان كتبرير للتحول الغير منطقي في شخصية حمادة
سبب مناسب لكنه يصلح لكاتب مغمور ليس لكاتب له ثقله
و لكن هرب جو من إحدى أزمات الكتاب المسلوقين الذين يحولون في لحظة البطل من التفاهة للمثالية ففي آخر الشوط نراه يقول أن حمادة يحاول فقط أو بمعنى أصح يحاول أن يحاول
أتعبني جدا ً تزامن المسلسل مع حملة " انت قاعد ع القهوة ليه ... و القطر اللي هيفوتك " و كأن جو يناوئ الحكومة كأي فاعل خير
و أتعبتني بعض الجمل الفاضحة لما وراء القصة كأن جو يقول " افهم بقى يا أخي أنا بأتكلم عن كذا " من نوعية حوارات نوال عن أهمية البحث العلمي و بعض الجمل الآخرى كحوار لإبراهيم في الحلقة الأولى هو الأسوأ و هو يقول لصديقه " عيلة عزو دي زي مصر المحروسة فيها ناس فووووووق مش عارفة تودي الفلوس فين و ناس تحت مش عارفة تجيب الفلوس منين " الجملة في حد ذاتها مقبولة لكنها فاااااااااااااااااااضحة للقصة بشكل بشع
و الأفضح أغنية النهاية على الرغم من كونها مقبولة إلى حد كبير
عامة كل عمل و انت بخير يا عم جو و ربنا ما يقطع لك سبوبة