أمي تخاف من اكتئابي
سوف يأكل نور قلبكَ
كلما صلّتْ، دعتْ
يا رب بارك أول الصبيان
واغفر ضعفه
أنعم بدفء القلب والعمر المديد
ووفرة في المال والأولاد
ثم تدس في قلبي حجابًا
من بنات الجارة الشمطاءْ
يا أم يخجلني يقينك
ربما لو كنتُ أنتِ
لما وهبتُ الطفل للأسفلت ممتنًا لذاكَ
للمتُ قلبي
ما دليلك أن معجزة ستحدث؟
وانتظرتُ إشارةً أخرى
ولو عندي ثباتك حين قيل إشارةً،
ألقيهِ
كنتُ حملتُ طفلي عائدًا
وليكمل القدر الحكاية
ربما لو كان عندي ما يُقال
لما عرفتُ السحر
أو حاولتُ شقّ البحر
لاستعصمت بالغضب الدفين
وأعين الغرباءْ
يا أم لسنا طيبين كما تظنين
اختلفنا
لم نعد قططًا تنام على يديكِ
لتسمع القصص المعادة
أو تقلّد من يصلي
وهي تفتعل الخشوع
الأمر صار الآن أصعب
ربما صرنا خرائب
لا يحط سوى الذباب على أناملنا
ولا يرتادنا إلا الحيارى والهوام
نفلسف الأشياء بحثًا عن طريقٍ
جبننا هو نضجنا
وترفعٌ عما يخوض الصبية المتحذلقون
رضوخنا زهدٌ
نسير بغير بوصلةٍ إلينا
نلعق الماضي عن الطرقات
نحسب عمرنا بالراحلين
وخفة الأسماءْ
يا أم لعنتنا الشباب الزائف
الأيام مسّت روحنا بالعجز قبل الجسم
أصبحنا مسوخًا
نحمل الشهوات فوق الكتف إن سرنا
وترتجف الأنامل عند ذكر الله
أثقلنا التساؤل
دربنا لله صار الآن أصعب
من قراءة سورة الإخلاص قبل النوم
أصعب من وضوءٍ مسبَغٍ
بالكاد نبدأ يومنا بالسب والبن الثقيل
نرى المشاة ولا نرى أحدًا سوانا
نحتمي من أعين المتلصصات
بما تيسر من أغاني
نحتمي من لعنة المتأففين بنومنا
لا معجزات لديّ إلا أنني مازلتُ حيًّا
صدقيني الدرب صار الآن أطول
من متابعة اللهاث
فكلما سرنا يطول
الدرب مطمورٌ
بأسئلةٍ مركبةٍ
وأحلامٍ أتتْ من غير فائدةٍ
وراحتْ دونما سببٍ
لتتركنا نخبئ سمنا تحت الأظافر
أو نضاجع من تمر بنا اشتهاءً
مغلقينَ عيوننا
كي لانرى برهان خيبتنا
ونحلم بالتي لمّا تجدنا صالحينَ لقلبها
يا رب
نحن الآن أوهن
لم نجد نارًا لنأنس
أو نجيء بجذوة للأهل حتى يصطلوا
يا رب أنزل معجزاتك
كي نرى التبيان
أوضح من خطوط الكفَّ
أصدق من فراش للهيب محبةً
الطرق البعيدة أتعبتنا
دون أن نجد الإجابة
فاحتملنا خاسرين!
أغسطس 2013
هناك 5 تعليقات:
عظيمة
رائعة
سيزيف
شيماء
أشكركم، تحياتي
رائعة
وحقيقى مفيش كلام يشكرك عليها
دمت مبدع
إرسال تعليق